هي ريما فتاة ترعرعت وحيدة حرمها القدر من والداها فنشأت يتيمة بكنف جدتها المريضة ..اجزلت عليها العطاء وحاولت تعويضها عما فقدت من حنان فأحسنت تربيتها وتعليمها..كبرت ريما وغدت محط الأنظار فهي الفتاة المحبة للجميع حسنة الخلق والخلق لها القدرة على كسب ود كل الناس بروعة صفاتها ورقة طباعها ..مميزة بجمالها بعينها العسليتين وشعرها الطويل المنسكب كشلال على كتفيها وبراءة نظراتها وقدها الممشوق
توالت الأيام والمرض يتغلغل رويدا ليضعف جدتها فاضطرت لترك دراستها والالتحاق بعمل بسيط يكفيها السؤال ويرد عنها الحاجة..عملت سكرتيرة عند طبيب كان عملاً متعباً بما يحويه من ارهاق ومنغصات ومضايقات من هذا وذاك ..حياة مرهقة بين عمل ورعاية جعلتها تبحث عن نافذة امل تستنشق بضع نسمات تنعش حياتها ..قررت ولوج ذاك العالم الغامض أو مايسمونه النت
وبدأت التعمق بهذا العالم الجديد بالنسبة اليهاوالذي سمعت الكثير عنه فكانت حذرة بتعاملاتها وحاول الكثير التقرب منها فيمنعها حياءها وتربيتها وخوفها من ربها من فعل اي شئ قد يسئ لها فتحاسب نفسها كل لحظة وكل ثانية ..الاان ظهر بحياتها ..ذئب بهيئة بشر بدأ يرمي الشباك فتارة ينصحها وتارة يخاف عليها وتارة يوهمها انها أخته التي لم تلدها أمه ومازال على نهجهه وهي منبهرة به وباسلوبه ودماثة خلقه هو مهذب قويم الاخلاق كمايراه الجميع ولم يدروا انه صاحب الكثير من الشخصيات فهو مرة لبناني ومرة سوري ومرة مصري ومرة مغربي ووووووو...حسب جنسية الضحية والكل يجده رجله الوحيد والفارس المغوار..وليتها عرفت قبل ان تقترب اكثر وتصدقه أكثروقبل أن يقنعها أنها هدية السماء التي انتظرها سنين طوال ولم تدري ان جل وقته قضاه على الشات والماسنجرات وعروض الكاميرات ومع عبث الفتيات
بدون خوف من رب السماوات
وغدت تقضي اللحظات كلها معه بين سمر وسهر وكم دار بينهما من حوار صدقته ببراءة الأطفال
باسم:احبك.. ولأول مرة ينتابني ذاك الاحساس ولم اشعر به مع غيرك
ريما:أتمناك حبيباً طول العمر
باسم:وانتي أملي وشريكة حياتي في السراء والضراء
ريما:اتمنى رؤيتك بكل دقيقة
باسم:اتمنى مشاركتك كل الأشياء واللحظات
كان يردد نفس العبارات التى يرددها على عشيقاته بلياليه التي يملأها المجون ولايعرف من الحب الاشهوة وفجور..هي تلك احاسيسه وكل غاياته
واذعنت له فكيف لاتذعن وهو الحامي وهو الحبيب المصون والزوج المرتقب كما وعد وأقسم مئات المرات انها له كل الأمنيات
وبقيت تهبه مايطلب وهي الحسناء التي لم يستطع شخص مكالمتها او لمسها ذات يوم..ومضت الايام وهي خاضعة لرغباته مستسلمة لنزواته الى أن بدأ بالجفاء
سألت عنه كثيراً فلم يصلها الا الصد والهجروتجرعت مرارة الاحزان وتحولت من وردة ندية لزهرة ذابلة هاجمتها الاحزان والاوجاع والأسقام
وعرفت انه عقاب الله لها توسلت ان يغفر لها ويغفر بمرضها مااصابها من مأساتها
اما هوتابع حياته الفارغة دون رادع او وازع فلاشئ يثنيه لاغضب من الله يجازيه ولاآخرة أوجهنم ستوقد فيه
وبأحد الليالي جلس ليمارس بحثه عن ضحية جديدة بالشبكة العنكبوتية رغم الملل من تلك وهذه فكلهن باتوا سواء لافرق بين سمراء وشقراء
ويرددن نفس العبارات وتكون دوما نفس البدايات ونفس النهايات
ولكن ماوجده على الجهاز جعله يتسمر ..لمن تلك المحادثات انها ليست له ..عيناه تترقب بذهول ..انها شقيقته المراهقة مع احد مجهول..نفس الكلمات والتفاهات والعبارات التي يرددها على كل الحسناوات..خارت قواه
تمتم بإعياء :
يمهل ولايهمل
يمهل ولايهمل
يمهل ولايهمل
وتذكر ان رب السماء له الف عقاب وكما (تدين ستدان )سبحانه ماأعدل حكمه